التشريع الإعلامي الجزائري في ظل هيمنة الإعلام السياسي الدولي

مداخلة مقدمة للندوة القانونية الأولى حول قانون الاعلام المنعقد بقسنطينة 

بقلم باحثة الدكتوراة : شيباني نضيرة . جامعة تلمسان

إن الإعلام الدولي لم يعد عبارة عن نقل المعلومات و الأخبار، و إنما تعداه إلى خلق فهم جديد للعملية الإعلامية التي تتحكم بها معارف و مناهج العلوم الحديثة. و هو ما يفسر أيضا استثمار الغرب لتكنولوجيا الإعلام و الاتصال في تحقيق أهداف استراتيجية يراد منها الهيمنة السياسية و الفكرية و تفتيت الدول و شعوبها ضمانا لوجودها المستمر فكريا و سياسيا و نفسيا و ثقافيا في هذه الدول. كما أن النظام الإخباري الدولي الحالي الذي تشكله جموع المؤسسات و الوكالات العاملة في هذا الميدان جاء من منطلق الحاجة و الاعتقاد بأنهم وصايا على كل البشر و بالتحديد دول العالم الثالث.

و بهذا فوسائل الإعلام لدى الغرب تشكل قطبا سياسيا و استراتيجيا يؤدي خدمة عامة، و بالمقابل فهو يسير وفق لمعطيات العمل التجاري الذي يصبو من نشاطه إلى تحقيق أكبر ربح ممكن. فالسيطرة على وسائل الإعلام تعني السيطرة على عقول و من تم توجيهها، وعليه يظهر عدم التوازن الإعلامي بين دول العالم الثالث بما فيها الجزائر التي لا تملك الوسائل و الهياكل الكافية أو بمعنى أصح هي غير راغبة في مواكبة التطور الإعلامي اعتقادا منها أن الانفتاح الإعلامي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي (هذا ما شهدناه خلال العشرية السوداء و كيف أن الدولة تكتمت عن خبايا هذه الفترة المظلمة في التاريخ السياسي للجزائر) وتكمن خطورة هذا الاعتقاد في فتح المجال للإعلام الغربي لتشويه صورة الجزائر و بالتالي يظهر جاليا أن الغرب يستعمل الإعلام كوسيلة للتأثير و التعبير و الاقناع و يهتم بتغطية الموضوعات السياسية تحقيقا لاستراتيجياته.

         و عليه فإن الإشكالية التي تطرح في ظل هذا السياق هو كيفية مواجهة الإعلام الجزائري للإعلام السياسي الدولي؟ وهل القانون الجديد كفيل لصد هذا النوع من الإعلام ؟  فالمشكل ليس في كفاءة الإعلاميين الجزائريين و إنما في مقدار الامتيازات و الحمائية التي يجب أن يتمتع بها الإعلاميين من أجل ممارسة عملهم بدون أي ضغوطات من قبل سلطات الدولة؟ 

أولا: الإعلام السياسي بين الغرب و الشرق  

لا تنفك وسائل الإعلام الغربية من إتهام دول العالم الثالث بأنها تفتقد للحرية، و أن الدولة تستخدم هذا الإعلام لتمرير سياستها و خطابتها السياسية دون أن يكون للشعب أي دور 

 

اهم ملامح تطور قانون الإعلام في التشريع الإعلامي الجزائري مداخلة مقدمة للندوة القانونية الأولى بقسنطينة حول  

 قانون الإعلام الجديد و / حقوق الإعلاميين و البيئة القانونية لممارسة العمل الصحفي

 بقلم الأستاذة :  سايح تركية 

إن الحديث  عن حرية الإعلام يتطلب من الباحث استعراض الإطار القانوني و التنظيمي للمؤسسات الإعلامية و الممارسة الصحفية

إذ يجب  التحدث عن ماورثته الجزائر غداة الاستقلال من إعلاما تابعا للبلد المستعمر  على أكثر من صعيد ، سواء فيما يتعلق بالعناوين او فيما يتعلق بتشريعات و القوانين التي تحكم مختلف جوانب العملية الإعلامية ، فالجزائر ظلت ترزخ تحت قوانين و تنظيمات الاستعمار الفرنسي حتى بعد استرجاع السيادة الوطنية في 5 جويلية 1962 حيث صدر قانون ينص على بقاء سريان القوانين الفرنسية إلى أن يصدر ما يعوض ذلك ، و ظل هذا القانون ساري المفعول الى سنة 1975.

بيد ان الممارسة الصحفية لا تخضع لذلك ، اذ ان المكتب السياسي احزب جبهة التحرير الوطني قد تكفل مهمة الاعلام و اصدر عددا من التعليمات كما اسس عدة صحف و مجلات من ضمنها جريدة " الشعب " في 11 ديسمبر 1962

و بالتالي عرف قانون الاعلام الجزائري العديد من التغيرات و التقلبات ومن خلال هذه الدراسة سوف نستعرض اهم ملامح التطور التشريعي لقانون الإعلام الجزائري من خلال تبني الإشكالية التالية : ماهي مظاهر  الانفتاح و التطور التي عرفها التشريع الإعلامي الجزائري ؟ وهل هذا التطور كان ايجابيا أم سلبيا على التشريع الإعلامي الجزائري ؟

قانون الصحافي 1968: 

 لقد عرفت الجزائر بعد 19 جوان 1965  فراغا قانونيا ظل يملأه مجلس الثورة بالتعليمات والأوامر لكن في هذه الفترة  بدأت مرحلة بناء المؤسسات: (المجلس البلدي، المجلس الولائي، و فيما بعد  الميثاق الوطني، المجلس الشعبي الوطني). في هذا الظرف ظهر قانون الصحافي الذي أشتمل سبع فصول: تعريف الصحافي المحترف، واجباته، إجراءات التوظيف، الراتب والمكافأة، الترقية والترخيص، أخلاقيات المهنة، والبطاقة المهنية. .....لمشاهدة المداخلة كاملة اضغط هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في التوجهات و الخطابات و أن الكثير من هذه الخطابات يركز على الجوانب الإيجابية فقط و يخفي الجوانب السلبية، و أن قوانين الرقابة تكبل الإعلاميين ككل و جعل الوصول إلى المعلومة أمرا في غاية الصعوبة[1].

و عليه ظهر بما يسمى بالإعلام السياسي لتسليط الضوء على ما يجري في دول النامية بهدف تشويه صورتها. فوسائل الإعلام الغربية تقدم صورة سلبية لهذه البلدان فالنسبة لهم هي لا تحوي إلا على أخبار الأزمات و الكوارث و تستهدف الدول الفقيرة بالأخبار الغير المناسبة لها و المدمرة لنموها[2].   

1.مفهوم الإعلام السياسي

يعد الإعلام السياسي بهذا المفهوم نقطة ايجابية في حالة حسن استخدامه، لكن عندما يستعمل كوسيلة حربية فإنه يشكل سلاح خطير بيد الدولة المتمكنة إعلاميا، الغرض منه هو التأثير على الدول و زعزعة استقرارها السياسي.......لمطالعة المقال اضغط هنا 


[1]  أحمد عبد الملك، قضايا اعلامية، دار مجدلاوي، عمان، 1998، ص95.

[2]  جوناثان فينبي، الإعلام الدولي، دار المعرفة الجامعية، 2004، ص277.


 

5-4-3- 2-1 

مواقع كليات حقوق جزائرية

الشبكة القانونية لدراسات المجتمع و البيئة

ارشيف اعلانات المجلة

اعلان

وقعت مجلة الندوة للدراسات القانونية مع  شبكة شباب الجامعة العربية بالتعاون على مذكرة تفاهم بين الجانبين في مجالات التعاون العلمي وتطوير البحث العلمي المنتج الفعال. 

وبهذه المناسبة تعلن شبكة شباب الجامعة العربية بالاتفاق مع مجلة الندوة للدراسات القانونية عن مسابقة أفضل ثلاثة أبحاث علمية لتتوج في مجال البحث القانوني على النشر في المجلة.. و على من يرغب في الإشتراك عليه سرعة تجهيز البحث وإرسلها لنا للنشر في العدد الخاص بشهر أوت (اغسطس/ آب

للتواصل مع فريق عمل المجلة